الرئيس الأمريكي أوباما يُبشر بـ "فجر جديد"
05/11/2008
أكد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما أن "فجراً جديدا" من القيادة قد طلع على الولايات المتحدة.
وأمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في حديقة "جرانت بارك" بشيكاغو مساء الثلاثاء، قال أول رئيس أمريكي أسود يصل إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض إنه يدرك "ضخامة" التحديات التي تنتظره.. بما فيها حرب أفغانستان والعراق والاقتصاد الذي أصبح على حافة الركود.
وبينما يُعلي الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين راية نصره، لم يفته توجيه التحذير شديد اللهجة لـ "أعداء الولايات المتحدة"، قائلاً "لمن يريدون تمزيق العالم: سنهزمكم، ولمن يريدون السلام والأمن: سنساعدكم".
وتقدم أوباما بالشكر لمنافسه المرشح الجمهوري جون ماكين الذي أقر بهزيمته في كلمة أمام حشد من أنصاره في مدينة فينيكس بولاية أريزونا أكد فيها الطبيعة التاريخية لانتصار أوباما وتعهد بمساعدته على توحيد الامة.
العراق:
وفي الشأن العراقي، كان أوباما قد وعد بإنهاء النزاع بـ "طريقة مسئولة" خلال مهلة لا تتعدى ستة عشر شهراً.. إذ أنه يعارض إقامة قواعد دائمة هناك.
وعقب إعلان انتصار أوباما الساحق، وفيما يعتبر اتفاقاً في الرأي بين القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية على إنهاء الوجود العسكري الأمريكي بالعراق، قال الجنود الأمريكيون- الذين يبلغ قوامهم نحو مئة وخمسين ألف جندي- الأربعاء إنهم يأملون في أن يفي الرئيس المنتخب بوعوده بأن يعيدهم بسرعة وبطريقة مسئولة إلى أرض الوطن.
ومن الجانب العراقي، أعلنت الحكومة وبعض السياسيين من مختلف الاتجاهات الأربعاء أملهم في التعاون مع الرئيس الأمريكي الجديد من أجل "حفظ الأمن والاستقرار في العراق"؛ مؤكدة ترحيبها واحترامها لخيار الشعب الأمريكي في انتخاب السيناتور أوباما.
وكانت الحكومة العراقية قد تفاوضت على اتفاق أمني مع إدارة الرئيس جورج يقضي بخروج القوات الأمريكية بحلول نهاية عام 2011؛ لكن بعض العراقيين مازالوا يشعرون أن العنف قد يعود في حال انسحبت القوات الأمريكية بسرعة كبيرة.
عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين:
وعلى الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، أكد أوباما في وقت سابق أنه سيقوم بدور الشريك البناء في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، مؤكداً أنه لن يسمح بإضاعة دقيقة واحدة بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لدعم عملية السلام، وأنه لن يعود إلى نقطة الصفر.
وقد دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الرئيس الأمريكي الجديد الأربعاء إلى زيادة الجهود الأمريكية المعنية بالتوصل لاتفاق سلام بين الجانبين.
من ناحيتها، دعت حركة حماس- على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم- الرئيس أوباما إلى تفادي الأخطاء التي وقع فيها سابقه بوش؛ حيث أكدت على ضرورة التزامه الحيادية في التعامل مع كافة الأطراف وتنحية الميل لإسرائيل جانباً. وأكدت الحركة على لسان متحدث آخر أنه يجب على بارك أوباما إعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية، وأن سياستهم تجاه أمريكا ستكون رد فعل للسياسة التي سينتهجها أوباما تجاههم.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية إيهود أولمرت قوله إن انتخاب باراك سيؤدي إلى مزيد من الدعم للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. واعتبرت وزيرة الخارجية ورئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني أن انتخاب أوباما بمثابة انتصار للديمقراطية الأمريكية. فيا بعث رئيس المعارضة الإسرائيلي (رئيس حزب الليكود) عضو الكنيست بنيامين نتنياهو ببرقية تهنئة للرئيس الأمريكي.
إيران النووية:
وفي الشأن الإيراني، صرح أوباما خلال الزيارة الخارجية التي قام بها مؤخراً لعدد من دول المنطقة أن "إيران النووية ستغير وضع قواعد اللعبة ليس فقط فى الشرق الأوسط.. لكن فى العالم كله؛ وأنها تمثل تهديداً خطيراً، وأن العالم يجب أن يمنع إيران من الحصول على سلاح نووى، وأن جميع الخيارات مطروحة لديه من أجل تحقيق هذا الهدف".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر خمسة قرارات- بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات- تطالب إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
دول الخليج:
وبشأن سياستة المستقبلية تجاه دول الخليج، يتوقع محللون أن يعمل الرئيس العتيد على ترسيخ العلاقات مع الدول الخليجية العربية التي يستضيف بعضها قواعد عسكرية أمريكية، باعتبار ذلك أمر حيوي للحفاظ على النفوذ الأمريكي في المنطقة، وعلى خلفية الأزمة المالية الطاحنة التي تلعب الثروات النفطية دوراً قوياً في سبل إنهائها.
رؤساء العالم يباركون أوباما:
وتوالت ردود الأفعال العالمية على فوز أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية؛ فقد أعرب غالبية رؤساء ومسئولو دول العالم مباركتهم فوزه، آملين في أن تهب رياح التغيير بما فيه الخير لكل العالم.
وبعد إعلان النتائج في 46 ولاية، حصل الديموقراطي باراك أوباما على أصوات 338 من كبار الناخبين- مقابل 156 لخصمه الجمهوري جون ماكين.
الجدير بالذكر أنه يجب أن يحصل المرشح على 270 من أصوات كبار الناخبين- من إجمالي 538 صوتا يشكلون الهيئة الناخبة- كي يفوز بمنصب الرئيس.
مع خالص تحيـات
الهامــورة